**** ينصح كل من يهم بالسفر باتباع الآداب التالية ****
- المشاورة والاستخارة: يستحب أن يشاور من يثق بدينه وخبرته وعلمه في سفره،
وعلى المستشار أن يذل له النصيحة،فإن المستشار مؤتمن والدين النصيحة. فإذا عزم على السفر عليه أن
يستخير الله تعالى.
- التوبة ورد المظالم والديون: إذا عزم على السفر تاب من جميع المعاصي ورد المظالم إلى أهلها، وقضى
ماأمكنه من ديونه، ورد الودائع، وطلب المسامحة ممن كان يعامله أو يصاحبه، وكتب وصيته وأشهد عليها،
ووكل من يقضي عنه ديونه مالم يتمكن من وفائها، وترك لأهله مايحتاجونه من نفقة.
- إرضاء الوالدين والزوج: يجتهد في إرضاء والديه وكل مايبرهما، وتسترضي المرأة زوجها وأقاربها.
- النفقة الحلال: يحرص على أن تكون نفقته حلالاً خالصة من الشبهة.
- الاستكثار من الزاد الطيب والنفقة: يستحب الاستكثار منهما ليواسي منه المحتاجين، ولقوله تعالى: يا
أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ماكسبتم، ومما أخرجنا لكم من الأرض، ولاتيمموا الخبيث منه
تنفقون} «البقرة: 267» والمراد بالطيب هنا: الجيد، وبالخبيث: الرديء.
- اصطحاب الرفيق: ينبغي أن يطلب له رفيقاً موافقاً، راغباً في الخير، كارهاً للشر، إن نسي ذكره، وإن
ذكر أعانه، ويحرص على رضا رفيقه في جميع طريقه، ويتحمل كل واحد صاحبه، ويرى لصاحبه عليه
فضلاً وحرمة، ولايرى ذلك لنفسه، ويصبر على ماوقع منه أحياناً من جفاء ونحوه: وقد كره الرسول
صلى الله عليه وسلم الوحدة في السفر، وقال: «الراكب شيطان، والراكبان شيطانان والثلاثة ركب»
وإذا ترافق ثلاثة أو أكثر أمّروا على أنفسهم أفضلهم وأجودهم رأياً، لحديث إذا كانوا ثلاثة فليؤمروا أحدهم.
- السفر يوم الخميس والتبكير: يستحب أن يكون السفر يوم الخميس، إذ قلما خرج الرسول صلى الله
عليه وسلم في سفر إلا يوم الخميس، فإن فاته فيوم الاثنين، إذ فيه هاجر الرسول من مكة، ويستحب أن
يبكر لحديث صخر الغامدي: «اللهم بارك لأمتي في بكورها».
- صلاة سنة السفر: يستحب إذا أراد الخروج من منزله أن يصلي ركعتين، يقرأ في الأولى بعد الفاتحة
سورة الكافرون وفي الثانية سورة الإخلاص،
- الوداع: يستحب أن يودع أهله وجيرانه وأصدقاءه وأن يودعوه ويستسمحهم، ويقول كل واحد منهم
لصاحبه: «أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك، زودك الله التقوى، وغفر ذنبك، ويسر لك الخير
حيث كنت».
- الدعاء عند الخروج من البيت: السنة إذا أراد الخروج من بيته أن يقول ماصح عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك من أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو
يجهل علي» وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا خرج الرجل من بيته، فقال: بسم الله
توكلت على الله، لاحول ولاقوة إلا بالله، يقال: هديت وكفيت ووقيت».
ويستحب له أن يتصدق بشيء عند خروجه، وكذا بين يدي كل حاجة يريدها، وإذا استوى على مركبه
قال: «الحمد لله، سبحان الذي سخر لنا هذا، وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون». ثم يقول
«الحمد لله» ثلاث مرات و«الله أكبر» ثلاث مرات ثم يقول: «سبحانك اللهم إني ظلمت نفسي، فاغفر
لي، فإنه لايغفر الذنوب إلا أنت».
ويستحب أن يضم إليه: «اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ماتحب وترضى،
اللهم هون علينا سفرنا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل والمال، اللهم
إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وسوء المنظر وكآبة المنقلب في الأهل والمال والولد» .
- التقشف والرفق في السفر: أن يتجنب الشبع المفرط وينبغي أن يستعمل الرفق وحسن الخلق مع
الناس، ويتجنب المخاصمة والمخاشنة ومزاحمة الناس ويصون لسانه من الشتم والغيبة واللعن
وجميع الألفاظ القبيحة.
- التكبير والتسبيح: السنة التكبير عند العلو، والتسبيح عند الهبوط في واد ونحوه، بدون رفع الصوت.
- الدعاء عند رؤية بلد: يستحب إذا أشرف على قرية أو منزل يقول: «اللهم إني أسألك خيرها وخير
أهلها وخير مافيها، وأعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر مافيها».
- الدعاء عند نزول منزل: السنة إذا نزل منزلاً أن يقول: «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ماخلق»
لحديث خولة بنت حكيم فيما رواه مسلم: «من نزل منزلاً ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر
ماخلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك».
ويكره النزول في قارعة الطريق، لحديث أبي هريرة: «لاتعرسوا على الطريق فإنها مأوى الهوام
بالليل».
- الدعاء عند دخول الليل: السنة إذا جن عليه الليل أن يقول مارواه أبوداود عن ابن عمر قال: «كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر، فأقبل الليل، قال: «ياأرض، ربي وربك الله، أعوذ بالله من
شرك وشر مافيك وشرك ماخلق فيك، وشر مايدب عليك، أعوذ بالله من أسد وأسود، والحية والعقرب،
ومن ساكن البلد، ومن والد وماولد».
- الدعاء عند الخوف: إذا خاف قوماً أو إنساناً أو غيره، قال مارواه أبوموسى الأشعري: أن النبي صلى
الله عليه وسلم كان إذا خاف قوماً، قال: «اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم».
ويستحب أن يكثر من دعاء الكرب هنا وفي كل موطن وهو: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله
رب العرش العظيم، لاإله إلاالله رب السموات ورب الأرض، ورب العرش الكريم».
وكان صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر قال: «ياحي ياقيّوم برحمتك أستغيث».
- الدعاء في السفر: يستحب الإكثار من الدعاء في جميع سفره لنفسه ولوالديه وأحبائه وولاة المسلمين
وسائر المسلمين بمهمات أمور الآخرة والدنيا، لقوله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث دعوات مستجابات،
لاشك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده».
- التزام الطهارة والصلاة: يستحب له المداومة على الطهارة والنوم على طهارة، والمحافظة على
الصلاة في أوقاتها المشروعة، وله عند الشافعية أن يقصر ويجمع، وله ترك الجمع والقصر، وله عند
الشافعية فعل أحدهما وترك الآخر، لكن الأفضل أن يقصر وألا يجمع خروجاً من الخلاف، لأن أباحنيفة
رحمه الله يوجب القصر ويمنع الجمع، إلا في عرفات والمزدلفة. وإذا جمع أذن في وقت الأولى، وأقام
لكل صلاة، كما تقدم في صلاة المسافر، ويستحب صلاة الجماعة في السفر، ولكن لاتتأكد كتأكدها في
الحضر.